الاثنين، 17 نوفمبر 2008

(قصه قصيرة) الهروب الكبير..


أريد أن ابكى أريد أن اتكلم لكن للاسف دموعى نضبت و انتهت الكلمات..
كان هذا هو ما دار بذهنها اثناء سيرها وحيده على الرمال متأمله لماء البحر
هى لم تكن تتحدث الي البحر او تشكى له حالها فقد كانت ترى هذا الامر سخيفا مبتذلا
هى فقط كان تتأمل أمواجه و هى تتصادم ببعضها و ترتطم بالصخور
ثم و فى النهايه تتحول للا شئ عند قدميها الصغيرتين
كانت تشعر ان تلك الامواج تشبه البشر كثيرا
فهى تتصارع و تتصادم و تحطم بعضها من اجل لا شئ فى النهايه
كانت تتألم بشده
و لم تستطع طرد تلك الافكارمن رأسها
ظلت سائرة تنظر الى البحر و الناس
كان هناك بعض الاطفال يلعبون و يقذفون شئ ما
و امرأه عجوز طاعنه فى السن جالسه على الارض
و هناك حبيبان جالسان يتأملان البحر فى رومانسيه
لم تعر لهم اهتماما
فقد كانت تتذكر ما حدث فتمتلئ عينيها بالدموع لكتها تتماسك و لا تبكى
اصدقائها و ذكريات الطفولة و جارتها التىكانت بالنسبه لها كصندوق اسرارها
نعم جارتها فقد توفيت اليوم اقرب انسانه لقلبها
كانت تشعر انها وحيده تماما .. من يمكن ان تشكى له بعد الان؟
و اصدقائها الذين تركوها واحدا تلو الاخر
هى لا تظن ان بإمكانها الوثوق فى احد مرة اخرى
و عندها تذكرته ..لا هناك واحدا يمكنها الوثوق فيه
واحدا فقد امتلك قلبها و استطاع استعمار وجدانها
عندها ابتسمت ..و قررت ان تتصل به تحكى له ما حدث و كانت ايضا تريد ان تسمع صوته بشده
و عندما كلمته هدأ من روعها .. و استمع لها باهتمام
عندها زال كل حزنها و شعرت انها ليست وحيده
و اكملت سيرها عائده الى المنزل..و قد اخذت عهدا على نفسها انها لن تنكسر او تنهزم مرة اخرى
و ان الضرب على الحديد يقويه
و نظرت الى الاطفال و الى الحبيبان فشعرت بالأمل و ابتسمت لهم
لا يمكن ان تضعف مرة اخرى
و عندما اقتربت الكرة من الحبيبان امسك الفتى بالكرة ليرجعها لهم مرة اخرى
فدخل فى بقعه الضوء..عندها عرفته
حبيبها الذى امتلك روحها .. الذى وعدها انه سيكون لها للأبد
فجأه توقفت الافكار عن التدفق فى رأسها
و لم تشعر بنفسها الا و هى تجرى بكل ما تبقى لها من قوه
لا تعرف كيف وصلت للبيت
و دخلت حجرتها و اغلقت الباب
لم تكن تبكي .. لم تكن تضحك .. لم تكن تشعر باى شئ فى الواقع
و من يومها لم تعد تتألم ..و عرفت انها لن تتألم مرة اخرى
هى لم تعد تعرف ان كانت سعيده بهذا أم حزينه
و لا تستطيع حتى ان تصف احساسها
فحديثها عن العواطف كحديث رجل اعمى عن لوحه زيتيه
فقد فقدت عواطفها للأبد
و من يومها عرفت ان هذا هو هروبها الكبير من جميع احزانها

4 التعليقات:

الوردة البيضا يقول...

السلام عليكم
مروري هنا جاء بالصدفة، لكني سعيدة أنه أتاح لي فرصة قراءة قصتك الرومانسية الجميلة رغم الحزن الرهيب الذي يسيطر عليها.
أعجبتني جدا هذه الجملة بالذات: "فحديثها عن العواطف كحديث رجل اعمى عن لوحه زيتيه" أحييك على جمال التشبيه وقوته.
أما بطلة القصة فلا أجد في نفسي القدرة على دعوتها للتمسك بالأمل وبتجنب الهروب والمحاولة مرة أخرى... ربما لأني أعلم أنه قد ينتظرها فشل جديد بنسبة ليست هينة، لكن تبقى حقيقة لا يمكننا إنكارها، وهي ما أدعوها للتمسك بها: الأمل باق ما دام وجود الله سبحانه وتعالى...فهو حده القادر على تبديل الأحوال وتعويض كل صابر خيرا على صبره.

أتمنى أن تتمكني من تشريفي بزيارتك وإفادتي بملحوظاتك
تحياتي

Hassnaa يقول...

بجد يا منه جمييله اوي بجد
و موؤثره اووي , بس عارفه يا ريت قلبك مش شايل كل ده
لأن مهما كتبتي اكييد جزء من اللي بتكتبيه حاساه

manmona يقول...

طالما احنا عايشين يبقي الامل موجود
و يوم ما البنى ادم يتخلى عن الامل هيكون هو ده يوم وفاته ...
هى دى الحياه يوم حلو و يوم وحش..

و على فكرة انا فرحانه بالصدفه اللى خلتك تيجي مدونتى لان رب صدفه خير من الف ميعاد :)

manmona يقول...

لا لا يا حسناء هى قصه انا مألفاها صحيح انا كنت فى مود صعب و مخنوقه بس هى مجرد قصه
:))


انت ياللى داخل مدونتى مش تخبط الاول ؟؟